كهف نوح

ماذا حصل بعد أن رست سفينة نوح حين انتهى الطوفان؟ خُيل لي بعد كل ذلك التعب، نوح عليه السلام يبحث عن مكان يأوي إليه، مكان آمن يرتاح فيه، مكان الإنسان الأول.. الكهف.

من بعد مرحلة الكهف تنطلق الحياة مرة أخرى، ذكر وأنثى، سعي للعيش، قصص ومغامرات، خير وشر، واقع وخيال، تفاصيل وعموم. نريد نسيان نوح الذي بداخلنا وقصة الطوفان، نريد أن نرتاح من عناء ما واجهه أبينا. لم نكن هناك، ولكن القصة موجودة في ذاكرة الجينات، تُسترجع مع كل مطب في الحياة، نرى أنفسنا وسط الطوفان. يشتد الطوفان أو يضعف حسب مساحة وجود الأب نوح بداخلنا. 

نهدأ.. يهدأ الطوفان، نبحث عن الكهف، نستقر و تستمر الحياة ذكر وأنثى، سعي، قصص، خير وشر.. ولكن كل هذا له اختلاف بسيط عما سبق. هل يمكن أن يكون الطوفان جزء منا أيضاً؟ أي أن الطوفان هو نحن، ونحن الطوفان؟!

“سفينة نوح” هي عنوان للمعرض السنوي ٣٤ لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية من تقييم الفنان والشاعر محمد المزروعي. شاركت بمجموعة لوحات في المعرض تحت مسمى “الكهف”. اللوحات مختلفة الأحجام منفذة بالفحم على قماش، والملاحظ تنفيذها على أحجام كبيرة التي لم يسبق لي أن أتعامل معها في الماضي. 

وبعد هذه التجربة، أدركت أنك حين تكون وحيداً في الكهف، ستجدك مع نفسك.